كلمة راعي الحفل

صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على النبي الكريم

أيها الإخوة في هذا اليوم السعيد الذي نحتفل به بأبنائنا في محافظات المجمعة والغاط والزلفي الذين يمثلون جيلاً ناشئاً لهذه البلاد الكريمة والعزيزة , في مثل هذا اليوم أنا سعيد جداً لعدة أسباب .. منها :

الاحتفال بأبنائنا ومنها وجودي في هذه المحافظة العزيزة علي ومنها أنها باسم الخال الوالد خالد بن أحمد السديري وبدعوة كريمة من الأخ فهد الخالد السديري ... إلخ

المصدر  جريدة الجزيرة ص 4 العدد 12825 الجمعة 29 شوال 1428هـ 9 نوفمبر2007م

 

كلمة معالي رئيس لجنة الجائزة

الأمير فهد بن خالد السديري

التي ألقاها في احتفال الجائزة عام1417هـ - 1418هـ

الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد ,

صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض .

أصحاب المعالي والفضيلة .

إخواني الكرام .

أتشرف باسم لجنة جائزة التفوق العلمي للأمير خالد السديري بأن أرحب بكم بالغ الترحيب في مقر لجنة الجائزة الجديد , بعد أن قامت في جزء عزيز من بلادنا ( نجران ) للمساهمة – في حدود إمكانياتها – في الحث على التفوق العلمي هناك , وفي منطقة كانت المرحلة الأخيرة في خدمات المرحوم لوطنه ودولته , وهنا في سدير كانت النشأة الأولى له , وفي انتقال الجائزة لها عودة إلى المنبت , حيث انطلق – رحمه الله – في مسيرة مرصعة بالإنجازات الناصعة , كما أن فيها الربط بين ماضيه الأول بالأخير كما قلت قبلاً , ومن المنطق أن يكون هناك جائزة للتفوق العلمي باسمه , فطيلة عمره كان هناك تسابق بين شغفه باكتساب العلم وتشجيع انتشاره , ولقد ذكر لي أن الملك عبد العزيز – رحمه الله – فكر في إرساله وأخيه المرحوم الأمير محمد إلى مصر للدراسة في صغرهما , ولكن كانت هناك ظروف حالت دون ذلك , ومع ذلك أقام في الرياض لطلب العلم عند المشائخ , وفي عسير حين كان وكيلاً لأخيه المرحوم الأمير تركي حرص على الاستفادة العلمية من طبيب سوري جليل خاصة في قواعد اللغة العربية , وكان الطبيب وقتها يخدم في أبها . وفي جيزان , حين صار أميراً لها , كان يجلس بعد صلاة الفجر لمناقشة العلماء في كل المواضيع , وأعزف عن القول أنني حضرت بعضاً منها تجنباً لشماتة من يتهمني ظلماً بكبر السن وما أكثرهم . وهذه الجائزة في الواقع وفي المضمون استمرار لما كان يقدمه في حياته , ففي كل المناطق التي خدم الدولة فيها من جيزان إلى الظهران إلى تبوك إلى نجران , كان يحرص على زيارة المدارس , وتقديم الجوائز للمتفوقين وقد أدى اهتمامه ومتابعته إلى إنشاء إدارتي التعليم للبنين والبنات لأول مرة في منطقة نجران . وفي مملكتنا العزيزة وفي ظل قيادتها الرشيدة المتوارثة ملكاً بعد ملك , تزدهر – والحمد لله – نهضة تعليمية شاملة , بددت بإشعاعاتها ظلمات الجهل , وطورت هذا الشعب العظيم خلقاً , وفجرت إمكانياته , فبعد أن كنا نستقدم العلماء والمدرسين أصبحنا نصدرهم , فقد تحول النقص إلى فائض . وتشارك هذه المنطقة بقية أجزاء المملكة في النهضة التعليمية وإن كانت بحاجة للمزيد من الثانوي فما فوق , ولكنها تختص اليوم بالترحيب بسموكم الكريم والإخوان الكرام وتشريفكم هنا والإخوان , فبمقدار ما هو تكريم لصاحب الجائزة – رحمه الله – هو تكريم للعلم , والكلمات لا يمكن أن تعبر عن شعورنا بالامتنان لحضوركم , ومن نعم الله أن تشاركنا الطبيعة الجميلة , وبعض الأمطار المتتابعة هذا الترحيب . وخوفاً من التهمة بالإقليمية لن أتوسع في الحديث عن جمال المنطقة ولست في حاجة إلى ذلك فالشواهد تتكلم . وكلمة أخيرة لإخواننا الطلبة , هذه الدولة الرشيدة وفرت لكم كل سبل التعليم والتدريب المجاني , والباقي عليكم ,فالذي يريد أن يقابل تحديات الحياة أعزل من السلاح بإمكانه الإهمال والتكاسل , والذي يريد أن يقابلها مسلحاً بالعلم عليه الجد والاجتهاد ولأن العلم ليس له وطن , يشارككم الجائزة بعض أبناء وبنات إخواننا الوافدين , وسعوديتكم تفرض عليكم العمل للتفوق في ظل المنافسة .  شكراً لسموكم الكريم والإخوان الكرام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

 كلمة رئيس لجنة الجائزة

معالي الأمير فهد بن خالد السديري

التي ألقاها في احتفال الجائزة عام1428هـ - 1429هـ

صاحب السمو اخواني

تتشرف لجنة جائزة المرحوم الأمير خالد بن أحمد السديري وتسعد هذه المنطقة وأبناؤها المخلصون بمقدم سموكم الكريم وصحبكم الأعزاء . من حظ هذه البلاد وجود قيادتنا المتوارثة والنبيلة فمنذ عشرات السنين إدراكا منها لأهمية العلم ونشره لما فيه خير شعبها رصدت ما يقارب العشرة في المائة سنوياً للتعليم متفوقة في ذلك على أكثر دول العالم . وتشريف سموكم لهذا الحفل هو تكريم وتقدير للعلم والمرحوم صاحب الجائزة معا إلخ ...

المصدر  جريدة الجزيرة ص 4 العدد 12825 الجمعة 29 شوال 1428هـ 9 نوفمبر2007م

 

قد يكون هناك تساؤل ما سبب تعلق الأمير خالد السديري بالعلم وكيف سميت الجائزة باسمه ؟ الجواب أنه - رحمه الله - تولى الامارة في منطقة جيزان والشرقية باستثناء الاحساء ثم تبوك ثم نجران , وكان يزور المدارس ويجري مسابقات في الصفوف ثم يقدم جوائزه وبالتالي هذه الجائزة في مماته استمرار لما كان يعمله في حياته .  وأردف قائلا لقد ثقف الامير خالد نفسه بنفسه وأخذ من علماء دين لهم مكانتهم في عسير , حين كان وكيل الامارة استفاد من دكتور سوري فأتقن قواعد اللغة العربية وقال الشعر بالفصحى كما قاله بالنبطي , وحين كان أميرا لمنطقة الظهران حاول تعلم اللغة الإنجليزية , ولكونه خدم الدولة بقيادته قوات في معارك الريث والوديعة لم يمنعه ذلك  من قراءة كتب كثيرة ومفيدة .

رئيس لجنة الجائزة

فهد بن خالد السديري

جريدة الجزيرة – العدد 15600 الجمعة 6 ربيع الآخر  1432هـ  الموافق 11 مارس 2011م

 

 

كلمة محمد بن عبد الله الحميد

عضو لجنة الجائزة

ألقى الأستاذ محمد عبد الله الحميد عضو لجنة الجائزة كلمة رحب خلالها بصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض وقال : أن سروري عظيم جداً بالتحدث إليكم نيابة عن لجنة الجائزة وعلى رأسهم معالي الأمير فهد بن خالد السديري وشكر الحميد  سمو الأمير سطام على إستجابته للدعوة ومشاركته بالحضور لهذا الحفل الذي يكرم من خلاله طلبة وطالبات العلم في إقليم سديري الحبيب خلال جائزة معالي الأمير خالد بن أحمد السديري رحمه الله وأجزل مثوبته وأضاف أن الأمير خالد السديري جمع المجد من أطرافه فهو الأمير الإداري والفارس والشجاع والشاعر المتميز الذي تخرج من مدرسة الملك المؤسس عبد العزيز طيب الله ثراه وعمل وفق توجيهاته في عدد من المسؤوليات الهامة وكذلك فى عهد أبنائه من بعده . وبين الحميد أن الجائزة جاءت تخليداً لسيرة الأمير خالد السديري التي كانت حياته حافلة بالعطاء والإنجاز والدفاع عن حدود الوطن وكان إلى جانب ذلك صديقاُ للحرف والكلمة . وأضاف وعندما ودع الأمير خالد الحياة تداعي أبناؤه لتخليد ذكراه بتخصيص جائزة توزع سنوياً على المتفوقين والمتفوقات من طلاب العلم بمنطقة نجران الي كانت إمارتها آخر مسؤولياته وقد رأت اللجنة أن تنقل الجائزة إلى مسقط رأس صاحبها بمدينة الغاط وكان لهذه الجائزة الأثر الأكبر في شجذ همم الطلاب والطالبات للحصول عليها . وأثنى الحميد على موقف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض في دعمه للفكرة وتشجيعها وقد رعى سموه الحفل الأول للجائزة في سدير .

محمد بن عبد الله الحميد

 

منذ تأسيس الجائزة السخية شرفت بعضوية مجلس إدارتها تقديراً من أبناء معالي الأمير خالد السديري لصداقة والدينا وبراً بالأباء ودليلاً على نبل الأسرة السديرية المتوارث كابراً عن كابر وقد شاركت بإحتفالاتها السنوية منذ كانت بمنطقة نجران حتى أصبحت بالغاط وسعدت برؤية ضيوفها الكرام من آل سعود الميامين ..  والحفاوة بالمتفوقين ابناء وبنات الوطن الحائزين لها .

محمد عبدالله الحميد

 

كلمة الدكتور عبد الرحمن الشبيلي

أحسب أنه لولا ما شغله من المهمات السياسية والعسكرية والإدارية , لرأينا فيه أديباً متذوقاً ناقداً , أو مؤرخاً ملماً بحوادث الجزيرة وأحوالها وأيام أهلها وخبيراً في صحرائها من قريات الملح ألي بلاد الأخدود , ومن جبل الظهران ألي جبل الريث . تلقى الدروس من معلمين خاصين حضروا لتعليمهم ، ولكن خالد وجد بإنتقاله للرياض فيما بعد ، فرصة لحضور حلقات العلوم الشرعية والعربية والإجتماعية ، عند الشيخ محمد بن إبراهيم وغيره من المشايخ ، لقد ثابر على التعليم وكون نفسه بنفسه كما لم يحظى بما حظي به قلة من ميسوري الحال من حضور مدارس الحجاز أو العراق و الهند وقد قرأ عيون كتب الأدب والتراث ، وحفظ النصوص  وعاش رحمه الله فارساً جمع من المجد كل أطرافه ، ومن الشهامة جل أوصافها ، وأحتسب من الرجال الذين سبقوا عصرهم .... إلخ .

 أن خالد السديري قد أمضى العقدين الأخيرين من حياته مشرفاً على منطقة نجران ، قصد من إختياره لها الإفادة من خبرته ومن معرفته العميقة بالقبائل ، في فترة عصيبة من فترات الشد والجذب مع إخواننا في اليمن ومصر ، بدءاً من ثورة عام 1962م ، ومروراً بحوادث الوديعة مع اليمن الجنوبى ، وإنتهاء بعودة العلاقات الأخوية مع اليمن ، كان خلالها يعمل بالعدل والإنصاف في العلاقة ، ومداراة حق الجيرة وصلات القربى ، وضمان الآمن والأمان على الحدود ، مشيراً إلى أنه بالرغم من إنشغاله بالأحداث ترك بصمات تطويرية بالغة الأهمية على الحياة المعيشية في منطقة نجران ، كان من بينها البدء في إنشاء السد وتطوير الزراعة وتخطيط مدينتي نجران وشرورة لتكونا حاضرتين سكنيتين لتوطين من جوارهما من أبناء البادية .  ثم غاب مهيباً محترماً وبقى ذكره شامخاً. عندما وقف قلب خالد السديري عن النبض فى مدينة نيويورك ، فى مطلع هذا الشهر الهجري قبل سبعة وعشرين عاماً الموافق للأول من ديسمبر كانون 1978م ، ثم عاد إلى تراب وطنه بعد أن كتب صفحة بيضاء فى تاريخها ورقد غرير الفؤاد بمن وبما خلف ولترتاح عينه التى لم تغمض يوماً وهى تحمي أطراف البلاد . رحل ورحلت معه سيرة نصف قرن من جهاد مع التضحيات ،  وإخلاص مع صدق ، وجود مع صبر .

د. عبد الرحمن الشبيلي  - عضو مجلس الشورى والإعلامي المعروف

 

كلمة عبد العزيز العياضي

عضو لجنة الجائزة

أصحاب الفضيلة .. أصحاب المعالي  .. أصحاب السعادة . زملائي المعلمين .. أبنائى الطلبة .. الأخوة أولياء أمور الطالبات .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية : لقد عرفناك رجال التعليم من خلال إجتماعاتنا بك تناقشنا معك بلك صراحة ، وحاورناك وجادلناك ، أمضينا الليل جله معك ، فلم تمل أو تضجر فوجدنا فيك سعة الأفق التي تستوعب الرأي والرأي الآخر ، أكدت لنا رحابة الصدر التي تسمح بالنقد والأخذ والعطاء ، إستفدنا من ثقافتك الواسعة ، وأعجبنا بهيبة طلعتك ورصانة حكمتك ، فلم تستهويك القوة التي تملكها عن إدارة الأمور بحكمة وروية ، ولم تستكن عزيمتك عن الحزم عند إقتضاء الأمر ، فلم تضع السيف موضع الندى ، ولم تضع الندى موضع السيف ، قلت لنا : أنكم رجال التعليم خط الدفاع الأول لأمن الدولة ، سيادةً وأرضاً وشعباً ، وفعلاً نحن كذلك لأننا نربي أبناء الأمة ونعلمهم حب الوطن والوفاء للدولة .

أيها الأخوة جميعاً : لن أتحدث عن خالد بن أحمد السديري : رجل الدولة ورجل القيادة والمواقف ، رجل الشجاعة والشهامة فالكل يعرف ذلك ، بل سأتحدث عن جانب مهم من جوانب حياته ، جانب عرفته وعشته وقد لا يعرفه البعض وهو إيمانه الصادق بأهمية التربية والتعليم ، وإهتمامه برجال التعليم وتقديره لهم ، مقتدياً بمؤسس دولتنا الفتية ومجدد وحدتها المغفور له الملك عبد العزيز . لقد كنت محظوظاً وأرجو أن لا أكون محسوداً ، لقد لازمت مجالسه ، وسعدت بأحاديثه ، وإقتبست من حكمته ، وإستفدت من خبرته ، وتعلمت من مواقفه ، كان رحمه الله يؤمن – كما نؤمن رجال التعليم – أن التربية أساس بناء الدولة والتعليم هو الإستثمار الحقيقي للأمم ، كان موجهاً لي في عملي ، عمل على إنشاء إدارة التعليم في ذلك الجزء من بلادنا نجران الغالية ، وخلال تلك السنوات قفزت المدارس من ست مدارس فى مبانٍ طينية إلى أكثر من مائتي مدرسة ، تفوق في منشآتها وإمكانياتها الكثيرة من المدارس فى الدول المتقدمة ، كان محباً للعلم ورجاله يعقد لهم حفلاً سنوياً ، وكان يجمع الكتب والدوريات – في وقت تعز فيه تلك المطبوعات – وبعفوية يمر على إحدى المدارس بدون موعد أو ترتيب فيلتف حوله الأطفال فيعمد إلى فصل أوراق تلك الكتب والدوريات ، ليعطى كل طفل ورقة منها ، ويطلب منهم أن يقرؤها ويتبادلوها لتعم الفائدة ، كان يهتم بحضور حفلاتنا المدرسية – وما أكثرها – ويستمتع بحضورها .. وذات مرة أبلغته بموعد حفل مدرسي وكان مسافراً فى مهمة رسمية ، فأمر بتأجيلها ، فعتب عليه بعض المسئولين عن تلك المهمة بقولهم : لأجل أولئك الأطفال تؤجل مهمتنا الصعبة فرد عليهم : نعم أولئك الأطفال أهم من المهمة الصعبة ، فهم مستقبل الدولة وأمل الأمة . تطلعنا إلى إنشاء مركز كشفى فى المنطقة فدعوناه إلى تجمع كشفى فى خيام متواضعة فتبرع بمبلغ سخي – حينذاك – إستطعنا به بناء أكبر وأجمل مركز كشفى في المملكة في ذلك الوقت ، إفتتحه صاحب سمو الأمير خالد بن فهد وكيل وزارة المعارف حينذاك وحضره فرق كشفيه من جميع مناطق المملكة فاثار دهشتهم وإعجابهم . زرته في شروره لتهنئته عقب الحدث الذي شهدته الوديعه فأغتنم الفرصة وألح في أنشاء مدرسه كانت نواه للتعليم هناك وفي محاوله منه لتعليم أخوياه ألاميين طلب فتح مركز لمحو الأمية في خيمة وكان يحثهم ويشجعهم علي الالتحاق به .. ماذا أقول عن الرجل الذي أعتقد أنه لم ينل حقه من التوثيق فقد كان عالماً باللغة شاعراً مطبوعاً يعبر عن شاعريته بالفصحى والسائدة ، حظيت بهدية منه أعتز بها عبارة عن قصيدة بالفصحى بخط يده الجميل وهي من خصوصياته والهدية لا تهدى ولا تنشر . وكانت الخاتمة خاتمة كل إنسان فإن غاب عنا جسده فلا تزال روحه الوثابة للمعالى بيننا وذكراه العطره تفوح فى مجالسنا ، وبعد وفاته فكرنا – رجال التعليم فى المنطقة – ماذا نفعل لرد بعض جميله وتقديره لنا فعملنا الكثير حتى إستطعنا أن نسمى إحدى مدارسنا الثانوية بإسمه لأن الأنظمة حينذاك لم تكن تسمح بذلك قبل أن ينظم تسمية المدارس معالى وزيرنا الموفق محمد بن أحمد الرشيد . كنت أشعر أننا لم نوفيه حقه فماذا نستطيع أن نفعل فالعين بصيرة واليد قصيرة .

عبد العزيز بن أحمد العياضي

 

كلمة أمين عام الجائزة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المربين وقدوة العاملين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .. أما بعد , وهكذا تمضي الأيام وتتوالى الأعوام وتتزاحم الركب والأقدام في سبيل التحصيل العلمي والتفوق الدراسي , وفي مثل هذا الشهر من العام الدراسي المنصرم شهدنا محفل تكريم الطلاب الفائقين والمعلمين المتميزين في محافظات الغاط والزلفي والمجمعة , وها نحن اليوم نعيش هذا الحفل البهيج , والتجمع الكريم لتكريم الفوج الثالث من الذين ثابروا وتدافعوا إلى قمة مجد التفوق لينالوا شرف حصولهم على جائزة معالي الأمير خالد بن أحمد السديري في منطقة سدير الخ ... إن صفوة المجتمعات , وقادة الحياة , هم أولئك الذين أدركوا قيمة الحياة , فتاقت نفوسهم إلى الرفعة دون ترفع , وإلى المعالي دون استعلاء وإلى الكينونة من رجالات الأمة دون كبر , فواجب الأمة أن تسعى إلى اصطفاء الرواحل التي  أسهمت في حمل الأمانة , وتتلمس النابهين من أبنائها لتربيتهم والإشادة بهم .

الدكتور عبد الله بن عبد العزيز المعيلي

 

كلمة عبد العزيز بن أحمد العياضي

عضو لجنة الجائزة

صاحب السمو الملكي الأمير : أحمد بن عبد العزيز          نائب وزير الداخلية

أصحاب الفضيلة .. والمعالي .. والسعادة ، زملائي المعلمين ، أبنائي المتفوقين ، الأخوة أولياء أمور المتفوقات ...إلخ

لقد أدركت نخبة من رجال هذه الدولة أهمية تشجيع المتفوقين ورعاية الموهوبين ، فسنوا لهم الجوائز ووفروا لهم الحوافز ، وسموها بأسماء رجال نذروا أنفسهم لتوحيدها وبنائها ليكونوا قدوة لكل متفوق وموهوب ، ومن أولئك الرجال خالد بن أحمد السديري ، رجل المهمات الصعبة ، ورجل العلم والأدب ، لازمت مجالسه أكثر من خمسة عشر عاماً عندما كان مشرفاً على منطقة نجران ، خلالها قفز عدد المدارس من ست مدارس في بيوت طينية متواضعة ، إلى أكثر من مئتي مدرسة في صروح نموذجية شامخة ، ولن أتحدث عن هذا الرجل فسيرته يجب أن تسجل لتكون نبراساً لشباب الأمة .  وقبلهم أدرك مؤسس دولتنا وموحدها الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه – أهمية التعليم في عصر لا مكان فيه لجاهل ، فأمر بنشر التعليم والإنفاق عليه ، رغم ضآلة موارد الدولة حينذاك وقد وصل به الحرص أن يأمر بصرف مكافآة شهرية ، قدرها خمسة ريالات فضة لكل طالب – وقد كنت أحدهم – وهذا المبلغ يساوي حينذاك الكثير ، وسار أبناؤه ورجاله على نهجه .

عبد العزيز بن أحمد العياضي

 

كلمة أمين عام الجائزة

كان الأمير خالد السديري رحمه الله الإنسان الفارس المحارب المفكر والشاعر وأحد تلاميذ مدرسة صقر الجزيرة ، وهو رجل المهمات الصعبة خلال عهود الملك عبد العزيز وأبناءه الملك سعود وفيصل وخالد رحمهم الله  وهي فى الوقت نفسه إمتداد لذلك الإهتمام الذى كان يوليه معالي الأمير خالد بن أحمد السديري للعلم والعلماء منذ بدأحياته  رحمه الله وهو يحب العلم فتعلم القراءة والكتابة وإهتم أكثر بالكتب الدينية والتاريخية .،  وشارك الأمراء فى تعلمهم القواعد والإنشاء والتاريخ ، بل إن شغفه بالعلم جعله يزور المدارس فى كل المناطق التى كلف بالإشراف عليها ويقدم الجوائز للمتفوقين من الطلبة ، وكان يعقد فى بيته بعد صلاة الفجر ندوة علمية يحضرها العلماء والأدباء .

الدكتور عبد الله بن عبد العزيز المعيلي - مدير تعليم منطقة الرياض

 

كلمة أمين عام الجائزة

تتبارى الأمم – الناهضة في مراقي التقدم والتحضر – في تكريم النابهين والمتميزين ... إلخ ولا تزال ذاكرة الوطن تخلد رجال نابهين مخلصين وموهوبين أفذاذ قدموا لوطنهم الكثير خاصة في مجال نشر التعليم والتشجيع عليه ومنهم المرحوم الأمير خالد بن أحمد السديري الذي كان شغوفا بالعلم حاثا عليه مقربا لأهله فكانت آثاره واضحة في هذا المضمار ولقد نهض من بعده أبناء أوفياء لتخليد ذكره بعمل يعد امتداد لهاجسه رحمه الله في الحث على العلم والتشجيع عليه . فكانت هذه الجائزة من خير ما تذكر به محاسن الراحل – رحمه الله – وما أكثرها .

د. عبد العزيز بن محمد الدبيان

 

كلمة أمين عام الجائزة كلمة 

يشرفني نيابة عن معالي رئيس وأعضاء لجنة جائزة الأمير خالد بن أحمد السديري للتفوق العلمي , وكل المحتفى بهم وجموع المحبين المحتشدين في هذه القاعة في هذه المناسبة الرائعة التي تحمل اسم رجل من رجالات الدولة الأوفياء الأفذاذ ... إلخ وبقدر ما هو التكريم للعلم والعلماء فإنه تكريم لمعالي خالكم الأمير خالد بن أحمد السديري صاحب الجائزة – رحمه الله – وأبنائه وأسرته , بل وانموذج وشاهد حي يجسد نهج الدولة – وفقها الله – في تكريم جميع المخلصين الأوفياء ... إلخ كما اشكر أبناء وأحفاد الفارس البطل والمفكر الشاعر والأمير الهمام خالد بن أحمد السديري – رحمه الله – أحد تلاميذ مدرسة صقر الجزيرة المخلصين ورجل المهمات الصعبة ممن نذر نفسه لخدمة دينه ومليكه ووطنه اشكرهم لاحتضان ورعاية التفوق وتكريم المبدعين والمبدعات وفاء وعرفانا وتقديرا وبرا بوالدهم – رحمه الله – واستمرارا لنهجه في حياته برعاية العلم والعلماء وتخليداً لذكراه العطرة من خلال هذه الجائزة وفي مجال مهم وهو مجال التفوق العلمي وهذه سنة حسنة بل مثار إعجاب وتقدير الجميع ... إلخ  

الدكتور عبد العزيز الدبيان

المصدر  جريدة الجزيرة ص 4 العدد 12825 الجمعة 29 شوال 1428هـ 9 نوفمبر2007م

 

كلمة الأستاذ معيض البخيتان

تحل هذه الأيام جائزة التفوق العلمي لمعالي الأمير المرحوم بإذن الله خالد بن أحمد السديري .. الأمير الرجل .. والرجل الأمير .. وقد إختار أبناؤه أن تقام في مثل هذه الأيام على شرف رجل له ذكره ومكانته في المجتمع السعودي ، ولعلني من الذين حضروها مراراً وتكراراً ولمست فيها حسن التهيؤ والإختيار والتقدير ، كما أن الذين يحضرونها ويدعون إلى مناسبتها نخبة من حملة القلم والمربيين الذين لم إسهامات ملموسة في الساحة المعرفية .. لأن الذين ليس لهم إسهامات ولا عطاء ولا نظرة متخطية يكونون مثل غيرهم .. لا فرق  فالجائزة هذه المرة تقام على شرف رجل لا يختلف أحد في هذه البلاد على تقديره وبعد نظره ومكانته فى النفوس .. إنه الأمير الجليل والوزير القريب من المواطن نايف بن عبد العزيز آل سعود .. هذا الرجل الذي طالت مشاركته وإسهاماته كثيراً من المرافق الحيوية وأنيط به ما يمكن أن نسميه وعي الكلمة ، ومكانة الكلمة الحاضرة .. علاوة على المهام الأمنية المتشعبة فكان عونا وموجهاً في كل أحواله .. فالأمير الإنسان أو الذي يجب أن نصفه به واحد من القلائل الذين مارسوا في بلادنا رهافة المسؤلية وثقلها وخبروا نفسية هذا المجتمع وما يؤثر فيه وما يتأثر به وهي لعمري تركة مضنية وباهضة ..

ومع هذا لم يختلف ولم يتغير .. لقد خبر العمل سلوكا ينتظم حياة الإنسان وممارسة مسؤلة باستشرافه للحياة الواقع بدقتها وإحالتها ومن ثم الإلتزام بكل هذه الأمور كما نشاهد وكما نتابع في النشرات سواء في نشراتنا اليومية أو في المطبوعات التي تعنى بها علاقات وزارة الداخلية .. ولقد شرفت مرات ومرات بحضور مجلسه في الوزارة وهو يجلس للناس على مختلف هيئاتهم ومطالبهم ورأيت وسمعت ما يدعو إلى الإفتخار لا أقول هذا مدحا أو تزلفا .. فالقلم مسؤولية وللغد ما له . ولكنني أقول بكل صدق وأمانه إن هذا الرجل رضي بأن يحمل الهموم ويمثلها .. فنعم الهم ونعم الضامن .. إنه بكل جدارة يدرك إن مجتمعه الذي ضمن حمايته هو مجتمع أبيه وأخيه وولده .. مجتمع الفطرة والسلالة الأصيلة الخالدة .. فهو من هذا الشعب مناطا وبعدا وعافية .. لقد أحبه الكبير منا لرجاحة عقله وتأنيه ومثابرته , وأحبه الصغير لعدله ومصابرته وعطفه .. إنه الأمير نايف ابن عبد العزيز أبونا وأخونا ووزيرنا .. عالما ومثقفا وغنيا وفقيرا قرب منه هذا الجمع من الخليج إلى البحر الأحمر ومن مشارق الشام إلى منقطعات اليمن عقودا من عمره المديد .. ولا عجب فهو ابن المؤسس عملاق العصر وتلميذه واشبه الناس به .. فبلادنا وثرانا المقدس لا ينيط به الله جلا جلاله إلا الأخيار الأتقياء .. الأخيار الأوفياء .. الأخيار الذين عرفوا الله فقدروه حق قدره .. رفعوا لواء الحق وجاهدوا وناضلوا من أجله وطبقوا شريعة الله فكانوا القدوة والمثل والبقية الخالصة في هذه الأرض ..

إن الدولة التي يمثل الأمير مركزا من أهم مراكزها لدولة رشيدة قامت على الدين الذي ارتضاه الله لعباده ومن ثم على حكمة الكتاب علما وأدبا وفكرا .. وبهذا نهدت وشارفت أقصى ما يؤمله كل آمل ,, فما هي هذه الدولة .. إنها أنا وأنت وهو وهي وما دام هذا التوجه وجهتها والبناء هو هذا البناء فلا علينا نحن الأولون والباقون بإذن .. قال الشاعر ..

هــذه موئـــل العــــــروبـــة مــــهـــــدٌ                       عســجـــــــدي وســلــة مـــشـهــــورَهْ

فخـــر أجـــدادنـــا ودفـــق هـــوانـــا                        وميـاه وجــوهـــنـا الـــمــــوقـــــوره

كــل جـــرف وكــــــل مــــــدرج ظـــل                       آيـة وانخـطــافــــه مــــســــحـــــوره

فعــلـــى صـــدرهــــــا يصلـــي نبـــيٌ                       ويــــؤم خــلـيـــــفــة جـــمــــهـــــوره

وعلــــى متنـهــا صــحـــاف ووحــــيٌ                        ومـقام وكـــعــبــــة مــــعــــمـــــوره

والحطيــم المهيب والخيـــف والبطحـاء                         وكـعب الــذبـــيـح والــنــــافــــــوره

ويقول أيضا :

أنت يا من فيه                

من عبد العزيز الحر هنا

ودماء من ثرنا               

القيات النضاره !!

انعم الشعب الذي يوفي       

إذا أوفيته

ولقد أوفيت ما عاهدت       

خلقا واستناره

الهدى والعرب الأحرار      

والحب الذي

لمس الكون على أرواحه     

الخضر,,,,,,,,,,,

ولها في كامن الدهر          

حضور رائع

وشمول ينظم الكون          

اتساعا وحراره !!

أما الشعر العامي فنجتزئ من قصيدة تقول :

قـولــوا لناـيف من ورا السيف للسيـــف                       من الخليج إلــى ســــواحـل تهـــامـــه

الكامـل الله بـس كـامــل تواصــيــــف                       من صغرته والصــف لــول هــمــامــــه

ولا اهتنـي حتـى عزت له على الكيــف                       محـامـــده بيض مثــــل لــون خـامـــه

ذكـره مثـل طور السراة المهـــاديــــف                       الجود سـاســه والنــزاهـة طمــــامــــه  

حـر تنهض مــن هضــاب مشــاريــــف                       بــدوي كمـا بـرق اقنـوفه غمـــامــــه

محمـد الأول علـــى راســه امـقـــيــــف                       وتركــي وفيصــل ولمــــوا لـه ولامـــه

وعـبد العزيـز محـنك الـماص بالحيــف                       وخوالــه الظفــران جـــود وزعــــامـــه

مــن لامنـي في الفيصلي مكرم الضيف                       جعلــه إلــى صاح المثاري الكــامـــه

يشـوف علـم نـادر مــا بــعــــد شيــــف                       وبعض مــن جــور النــدامـه ابهــامـــه

نيشـانـه الساطي ومسراحــه الــريـــف                       متناشـع علقـا الوســامـي اثمـــامـــه

خضـر اغيـومـه مـرهمـــات ذواريــــف                       غيث مــع بقـلـــه تفــــردع ســـنامــــه

الله يجيـره مـــن جميـع الصـــواديــــف                       ويمــد فـي عمره ويـرفــع مقـــامــــه

لنـه ذخـر ملـهود وصغيــــر وضعــيـــف                       ومتعفـف مــا يمـــلـك إلا احــــــرامــه

يا ما ويا ما لـو حســـبنا التكـــاليـــف                       عطــى وثــور جـاثـــم مــن اعظــامــه

ماهـوب كبـر ولا منـا ضــح ولا زيـــف                       شــرواه بعــد الجـدي عن كــل ذامـــه

مثـل الفرات العـــذب تين ومخـــاريــف                        طبـيعـــة تــاريــخــهــــا للقـيـــامــــه

أما الأمير خالد بن أحمد السديري صاحب الجائزة هذه فهو أحد المرموقين الذي طبقوا بكل جدارة تعاليم مدرسة الملك عبد العزيز وصالوا وجالوا بها طيلة حياته حيث عاش مثالا للنابهين الحاذقين لذلك .. ولم تقتصر به الهمة بل ظل يتسنم ويرتقي نحو العلى درجة درجة حتى استحق التقدير على المستويين المعروفين .. لقد علم الأمير خالد منذ البدء أن الملك المؤسس صاحب مشروع متكامل مبهر له مبرراته الضخمة وفعالياته العنيدة مشروع لم يسبق إلى مثله – في دنيا العربية المعاصرة .. وان هذا الوجود جاء وليد كفاح عاش معه الشطر المورق من عمره حتى تكامل واستوى على سوقه , وصاحب هذا المشروع والمؤسس له لا يقرب إلا العاملين الصادقين الذين يوفون ما عاهدوا عليه ولو لم تكن الأمور على هذه الصورة وبالحذر إياه لم يشمخ هذا البناء العملاق .. فالملك عبد العزيز حوله لفيف كبير من الخلق منهم القريب ومنهم المتوسط ومنهم ومنهم ولكن المسؤولية الحساسة والتمثيل الدقيق له رجال يختارهم ويختبرهم ويدفعهم وهو مطمئن البال وخالد السديري واحد ممن يشار إليه بالبنان من هؤلاء .. ومن هنا كان محل الثقة منذ صغره فشبابه ورجولته وإلى أن بلغ ما بلغ من العمر لم يحد ولم يتأوه ولم يغفل لحظة واحدة قد يظن البعض إن هذا التعبير من دواعي الإنشاء ,, ولكن من خبر خالد السديري الجندي والقائد والأمير والوزير ثم الأمير وما أكثر من يخبرونه من أهل الثقة في هذه البلاد يدرك مصداقية هذا القول ..لقد عرفته يرحمه الله تعالى متأخرا حيث كان يتردد على مدينة الرياض بعد إن استقر به المطاف في منطقة نجران مشرفا ثم أميرا- وكان منزله في حي عليشه من الرياض .. والذي لفتني إليه كثرت الوافدين إلى منزله إذا حضر وكلهم من وجوه مجتمع العاصمة على مستوياتهم منهم الأديب والعالم والوجيه – والتاجر وغير هؤلاء وكان باب بيته مفتوحا على مصراعيه .. فقلت في نفسي لماذا لا أكون واحدا من هؤلاء حتى وإن كنت كتابا بلا أغلفة .. علما بأن الرجل قد حدثني عنه أبي وعمي أثناء فترة عمله في منطقة الجنوب في الخمسينيات من القرن الفائت الهجري .. وفي أثناء محادثتي مع نفسي جاء مجموعة من الناس فقلت هذه هي الفرصة .. أدخل مع هؤلاء وأتعرف على الرجل واستفيد من معلوماته واخبره من أنا ولن أعدم من هذه أو تلك .. دخلت وتوكلت على الله ولعلي أصغر القوم ففيهم الذي يعثر في عباءته وفيهم المسن الذي يرفد رجليه بعد لها وقع ملفت منبه وفيهم ذو العمة ومائل العقال وفيهم ذو البنية التامة .. ظللنا نمشي مسافة لا بأس بها وكان بيته مبني بالطوب المسلح على طريقة أهل الرياض في السنوات الفائته والمكان مسور بسور إلى الإستطالة أقرب وأكثره مزروع بالنخل أو بالأحرى واحة جميلة من عماتنا النخل .. وكنا ذلك الوقت في فصل الصيف فلما اقتربنا وجدنا مجلسه خارج البناء الرئيسي في مكان قد هيئ لمثل ذلك الظرف من الناحية الشمالية بين النخيل .. السلام عليكم .. وببداية هذه الكلمة كان آخر عهدي بالجهل عنه ..

هاهو في صدر المجلس يرتدي ثوبا بسيطا وعلى رأسه عقالا مائلا قليلا إلى الأمام .. ربعه بين الرجال نحيل الجسم يتهادى إذا قام أو مشى حنطي اللون فيه من صحراء نجد ملامح وسمات تميزه .. حاد الذكاء مستحضر الإجابة عليه وقار لا يفارقه صامتا أو متحدثا لا يتكلف ولا يحب المتكلفين .. أما الملفت في الأمير خالد السديري من كل تقاطيعه وهيئة خلقه فهي عيناه وشدة توقدهما .. والخبراء حسبما أعلم يقولون إن العيون قطعة من المخ برزت إلى الأمام .. فقس هذه بذاك .. حمدت الله فعرفته بنفسي ومن أنا وكيف جئت ولماذا أنا هنا في هذه المدينة فنظر إلى ثم نظر إلى الأرض كأنما يستعيد أيامه في أبها ثم هز رأسه .. وانأ قبل هذا الموقف قد تعرفت على أخيه الأمير الشاعر محمد وترددت على مجلسه وكان بيته إلى القرب من مكاننا هذا .. أقول فكان حفيا بي كعادته مع غيري جيد الإنصات خبيرا بالناس وبنفسيات الكل .. وهكذا توطدت العلاقة وسارت مع الأيام إلا أنني لا أراه إلا في مدينة الرياض ولا أدري هل زرته في نجران مرة واحدة .. وقال لي من ضمن ما قال لو أقمت في نجران ويكون عملك هنا .. وبعد ذلك تعرفت جيدا على معالي الأمير وخبرت واستخبرت عن سيرته وجهوده ومواهبه المتعددة , ولكن الشيء العالق بالذهن انه ظل طيلة حياته متزنا حليما محيطا بأمور ثقافة وتاريخ بلاده .. تحدث عنه الكثيرون وفي طليعة هؤلاء السيد عبد الله فلبي في كتابه الضخم الذي رصد فيه كل ما يتعلق بالمرتفعات الجنوبية من شبه الجزيرة العربية حيث أثنى عليه وامتدح منهجه وعرج على أسرته أخوال الملك عبد العزيز ثم أخوال جمعا من أبنائه كما تحدث الآخرون ممن عرفوه من الأدباء والكتاب حديثا يثلج الصدر حيث حظي بصحبة نخبة من الشعراء والأدباء في هذه البلاد وكان لهم مواقف شعرية وأدبية حفظوها في تآليفهم فلقد اجمعوا على اريحيتة وسماحة معرفته ووعيه الجم .. خالد بن أحمد السديري الأمير ابن الأمير ابن الأسرة التي أوفت مع قيادتها السعودية الرشيدة ودفعت النفس والنفيس لقاء ولائها لهذه القيادة ولا زالت مضرب المثل إذا تذكر الرجال .. أما شجاعته فما أدل عليها من قوله :

عــن ادروب الــردى تــكـــرم الحــانــا                       والـمـــراجــــل عليـــهـــا قالـــطيـــــن

يــوم دارت علـــى البـاغـــي رحــانـــا                       مـــا قطـعـــنـــا ســــلـــوم الأولـيـــــن

نسهــج اجمـوع مــن يـقــاف نحــانـــا                       بـالســــلايــــل نــــــرد الــعـــايلـيـــن

أو قوله :

نبهج الـروح يــا مـنهـــو نشـــد عـنـــا                       والحـــرايــب نــولعـــها ونــطفيـــهـــا

يوم شانـت وجــيه القـــوم مـا شــانـــا                       بالـمــلاقـــا نبيع الــــروح واليــهــــا

وإن زمـا الجـمــع بالهــيـجـــا تبينــــا                       لابــة بالـــوغى تـســمـع عــزاويـهـــا

بنت يـاللــي تحـــط بكــفـهـا الحــنــــا                       واشـقـر الـراس فوق الردف كاسيهــا

لا تعشقــين مـنـهـــو جــاحـــر عـنـــــا                       نــاسـي واجــبـه والنـفس مـغليـهــــا

مـــن يفـادي بـــروحــه ذاك هـو مـنـــا                       وابـرق الريش يخسا مــا يصـاليـهـــا

والأمير خالد السديري لم يكن شاعرا عاميا فحسب بل هو أديب متمرس له ومضاته التي لم تشذ عن بيان السلف وفق ما ورثوه من المضامين والتراكيب الدالة ..ولكن الرجل مع كل ما يتميز به زاهد في الأضواء مبتعدا ما وسعه عن المظاهر آخذا في حسبانه إن الجيد سيبقى وسيأبى إلا أخذ مكانه عاجلا أم آجلا .. كما أنه يعد في الطليعة من الرجال الإداريين المتمرسين في هذا الجانب .. باشر القيادة والإمارة والوزارة وخبر السياسة وفنون الأخذ والعطاء .. وكان مبرزا في العديد العديد من هذه المحطات .. ولو لم يكن محصورا بهذه المساحة لكان حديثنا عنه ملما مستوفيا .. ولكن كما يقول القائل .. شيء من شيء .. فالتفصيلات لها مباحثها ووثائقها ومتابعاتها الشاملة ..ولعل القارئ في حاجة إلى ذكر شيء عن شجاعته وقيادته كرمز من رموز تلاميذ مدرسة الملك عبد العزيز .. فسأروي لكم عن ابن عمي الذي لازمه في فترة من فترات اختبار الرجال وابن عمي هذا كان من أخوياه الملازمين أيام إشرافه على أمارة نجران وكان الجنود المصريون في اليمن الشقيق يعدون بالآلاف بداية الثمانينات الهجرية من القرن الفائت .. يقول ابن عمي الذي صار فيما بعد أميرا لمركز أو بلدة تابعة لنجران اسمها على ما أظن (حمرا نثيل) ..  كان الأمير خالد السديري في حرجة إلى الشمال من نجران المقر – والحرجة الشجر الملتف – ولعل هذا الذكر يذكر القارئ بسؤال عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله تعالى عنه احد الوافدين إليه من هذيل عن معنى الحرج لورود ذلك في آية من القرآن الكريم والحرج جمع حرجه لا يوجد في لغة قريش .. فقال له الحرج الشجر الملتف – أقول يقول ابن عمنا وكان المكان إلا ما قل مكشوفا والأجواء آنذاك متكهربة وكان يفد إلينا أعداد من الناس فيها كذلك كان المكتب والضيافة والمقار المعدة للوفود في هذا المكان ..

وعلى حين غرة من الأمر فوجئنا بسرب من الطائرات المغيرة قد تكون اثنين أو أكثر تغير على هذا الموقع حيث أطلقت ارتالا من القنابل والأعيرة الرشاشة ثم بعد فترة وجيزة عادت الكرة فاكفهر المكان وكانت الأرض هشة لينة فثار الغبار واختلط الهواء المنبعث بالبارود فحدث إثر ذلك ضجة وتلمس للنجاة حيث هرب من هرب .. قال فأخذت حزامي وبندقيتي وخرجت من الخيمة وإذا بالأصوات تتعالى والأمير خالد السديري واقف في العراء هنا وهنا في اتجاه الطائرات وينتخي بأعلى صوته ( مجري الذلان أنا أخو محمد ) وين الرجال اليوم له ما بعده .. اثبتوا وين الرجال .. إياك نعبد وإياك نستعين .. قال وإذا به يلوي عمته – غترته – على البندقية فلما اجتمعنا عنده رمى ببندقيته وطلب غيرها فلما لمستها وجدتها كالمرجل من كثرة الرمي .. قال فكان موقفا مهيبا عزز منا ورفع من شأننا ثباتا ومصادمه . ولا شك أن هذا شأن الندرة من الرجال الذين لا يعوضون . أما حبه للعلم وأهل العلم بمعرفته وبأدبه فحدث ولا حرج وما هذه الجائزة إلا ثمره من ثمرات حبه المتأصل وجميل أن يحافظ أبنائه البررة وأحفاده وكذلك المحبون لمعاليه من أصدقاءه الذين لم يألوا جهدا في تقديرهم وتذكرهم له .. فما أجمل هذه الجائزة وما أنقاها وأنبل ما تهدف إليه حيث أنها لم تتوقف عند منطقة بعينها ولم يراعى فيها ظروف المنصب أو نوعية الناس بل ظلت كما هي مستمرة كما أراد لها أن تكون وكما وطن أبناءه  أنفسهم على موالاته ودعمها .. ومن هنا لا أملك ألا رفع تحياتي وإعجابي الخالصين لكل من ساهم وقدر وحضر هذه التظاهرة المبهجة .. وهكذا تعلمنا من قيادتنا رعاية ما هو كل صالح وباقي بعون الله تعالى .