ثقافته وهواياته

هواياته

ثقافته

 

[ ثقافته ]

أثناء ممارستي العمل تعرفت بحكم العمل على بعض الأصدقاء الموظفين وقتئذ بالمنطقة وكان منهم السيد إبراهيم إسلام , السيد أحمد عبيد , والسيد طلعت وفاء , والدكتور عبد العليم الاتاسي فوجدت منهم دافعا على الاستزادة في الدراسة في أوقات فراغي وهنا وجدت ضالتي الى جانب قيامي بواجبي الحكومي وأود أن أذكر بهذه المناسبة أنني حينما رأيت أو شعرت بما حولي أميل بطبيعتي الى الدراسة والمعرفة .. ولهذا قرأت القرآن الكريم وكتبت رسائلي في وقت مبكر .. وكانت عندما تصل إلينا في (نجد) جريدة (صوت الحجاز) كنت أتتبع هذه الجريدة بشغف وأردد قراءتها على من حولي وأعتقد أن الأخبار ما كانت تهمني وأنا في ذلك السن بقدر اهتمامي بقراءة التاريخ والتزود بالمعرفة في القراءة والكتابة . أنظر المقابلة كاملة فى المقالات التى كتبت عنه (مقابلات صحفية)

ويأخذك إلى أبعاد من ثقافته الواسعة ما خطرت ببالك ، فتظل مصغياً أليه كتلميذ يستقبل جامعه الحياة في خالد ، دروساً لايجدها الطالب في جامعته .. المرحوم عبد العزيز التويجرى - أنظر المقال كامل فى(بعض الروايات من معاصريه)

كما أنه يتمتع بقسط من الثقافة وسلامة التفكير .المرحوم حمد الجاسر- أنظر الكلمة كاملة فى ما تعرض لإسمه أومنصبه (ما تعرض لإسمه فى الكتب)

الذي يرى تطبيق منهج التربية الإسلامية في مدارسنا ومعاهدنا وكلياتنا أهدي هذا الكتاب تأييد لرأيه السديد , وتحيه لفضله , مع إعجابى وتقديري لشخصه الكريم . المرحوم أحمد عبد الغفور عطار- أنظر الكلمة فى ما تعرض لإسمه أو منصبه (ما تعرض لإسمه فى الكتب)

وكان الأمير خالد أديباً . أديباً يقرض الشعر بنوعيه العربى الرصين .. والشعبى المتين .. وفي كليهما له مقام ومكان ولقد قال لى علامة سدير وقاضى المجمعة عبد الله العنقرى رحمه الله . ما حادثت رجلاً أديباً ولا باحثاً مطلعاً في اللغة ومضطلعاً بآدابها ... إلا ووجدت ثغرة أنفذ منها إلى ضعفه في علمه وجرحاً في مادته إلا خالد السديري فقد كان أديباً حقاً في اللغة وآدابها وقواعدها والتواريخ وحوادثها .. وكان الشيخ (يوسف يسن) رحمه الله يحسب حسابه في مباحثته ولا يقدم على موضوع سياسى بحضور الأمير خالد إلا ويستشيره في التعبير ولولا ما أشغله من الشئون والأعمال .. وما ألهاه من مهام الدولة لرأينا فيه أديباً عبقرياً . المرحوم عثمان الصالح - أنظر المقال كاملاً فى ماقيل عنه (الرثاء)

هو أديب مع الأدباء وشاعر مع الشعراء .المرحوم على بن مسلم أنظر المقال كاملاً فى ماقيل عنه (الرثاء)

ويشدني من جوانب شخصيه أدب متذوق ناقد , ويسهم في الشعر بنصيب , وفي النثر بقدر , وفي الرواية بسهم.. وله صفه المؤرخ النسابة , الملم بكثير من أحوال الجزيرة العربية وتاريخها , وأنساب أهلها وقصصهم وأيامهم . عبد الله بن خميس أنظر المقال كاملاً فى ماقيل عنه (الرثاء)

فإكتشفت عالماً جديداً من الآثار كان له الفضل في أن أري ما رأيت وما إستوعبت من معرفه . ذلك الموقف لن أنساه له لأنه الرجل الذي بجانب مشاغله الصعبة في تلك الفترة لا ينسى أن يقدم خدمه للباحثين والشباب الناهض في ذلك الوقت . فأنا مدين له بهذا الموقف ومدين له بتلك المعرفة التي استوعبتها عن حبونا وعن نجران . الدكتور عبد الرحمن الطيب الأنصاري - أنظر الكلمة كامله فى ماقيل عنه (فى ذكراه)

كان إلى جانب ذلك صديقاُ للحرف والكلمة .    محمد بن عبد الله الحميد - أنظر الكلمة كاملة فى ما قيل عنه (فى جائزته)

وكان من حظي أن حضرت في سنواته الأخيرة كثيراً من مجالسه خلال إشرافه على (إمارة منطقة نجران)وكان ملفتاً للنظر في ثقافته الموسوعية بالتاريخ وأيام العرب وأشعارهم وقرضه للشعر الفصيح والشعبي وذاكرته القوية حينما يستعرض الأحداث والأشخاص .. كان حريصا على تشجيع العلم وأهله في كل المناطق التي عمل فيها مسئولا كبيرا بدءا ب[ منطقة عسير فجازان والظهران وتبوك وأخيرا نجران ] .  محمد بن عبد الله الحميد - أنظر المقالات التى كتبت عنه (فى جائزته)

تمتع الأمير (خالد بن أحمد السديري) بصفات متعددة في الإدارة والقيادة والفروسية وكرم الأخلاق.. ولكنه تميز أيضاً بثقافته المتنوعة في مجالات الشعر والرواية والتاريخ وقد صدر له بعد وفاته ديوان احتوى على قصائد فصحى ونبطية.. وكان في حياته قارئاً جاداً لأمهات الكتب ومتابعاً لكل جديد من الإصدارات والصحف والمجلات.

ويقرِّب الأدباء والمثقفين ويفتح مجالسه الخاصة للمذاكرة والمساجلة والمحاورة.. وحتى مجالسه العامة لا تخلو من مباريات شعرية يكافئ أصحابها ويحفزهم للمزيد من الإبداع.

وفي وقت مبكر من شبابه أوائل الستينات من القرن الهجري الماضي كان وكيلاً لأخيه الأمير (تركي) ب (عسير).. ورأس لجنة مكونة من الشيخ (فيصل المبارك) قاضي (أبها) والشيخ (حسن بن محمد الحفظي) قاضي (محايل) في قضية ببلدة (المجاردة) وحاضرتها (الخطوة) وفي مجلس أدبي خارج نطاق المهمة الرسمية طرح عليهما الأمير هذا البيت لإجازته:

مُصَـــابٌ بســهم العيـــن إذ عــرضت                      فتيةٌ شــأنها فــي الحــرب إصلاحـا

قال (فيصل):

وظبيـة مـن ظباء (الخطوة) اعترضت                      فأورثت بصحيـح القـلب أجــــراحــا

يا (خــالد) لا تلمني في الهوى أبدا                       إنـــي أرى العــدل إفراطاً وإلحاحا

ألـــم تـر الجيــد يبــدو من غدائرهـا                      كبــارق مـــن خــلال السحـب لماحا

قال (خالد):

قــد بان في وصفه أقـصى معالجة                       وبــرهــن الوصــف تبياناً وإيضـاحا

هــذا وصاحبـــه قــد قـــال معتـزلاً                      قــــولاً رقيـقاً لـــه الأحــــلام ترتاحا

قال (الحفظي):

رمت بنبل الهوى من قوس حاجبها                      قلبـــي فاقــــدح نــار الــود إقداحا

أتت وولــــت كرعبـــوب علـى وجل                      تميـس والعقـــل عـن زيغ قد انزاحا

تغــزو بوجنتــها جيش القلــوب فلا                      يخــال مـن بعــد ذاك الفتــك إصلاحا

مـا لم تر لؤلؤاً مــن بين مبسمــهـــا                       يضيء من ضحكها أو ترشف الراحا

قال (خالد) مصدراً حكمه بين الاثنين:

لمــا تأملــت ما قـالاه واتضـحــــت                      محـاسن الشـعر مـرجوحاً وإرجاحا

لــم تستبن لــي بالتفضيــل قــارعـة                      بل لاح مـــن آخـــر الأبيـات ما لاحا

ومن هذه المحاورة الطريفة تتضح سرعة البديهة التي تمتع بها الثلاثة وسماحة الخلق باستعمال الغزل العفيف الذي لو قاله أحد القضاة المعاصرين لأهدر المتشددون دمه وكالوا له ما لا تتسع له قواميس اللغة.. مع أن تاريخ الأدب العربي في صدر الإسلام وما تلاه من العصور قد حفل بالكثير من قصائد العلماء الأعلام ورجال القضاء وخيار الأمة تناولت كل أغراض الشعر التي لا تتعارض مع مكارم الأخلاق ولكنها تُعبّر عن المشاعر الإنسانية بألفاظ مهذبة ومفردات منتقاة في غير ما إسفاف أو خروج على المألوف.

وقد التمس القرآن الكريم العذر للشعراء بأنهم يقولون ما لا يفعلون واستثنى منهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات واستمع صفوة الخلق وخاتم الرسل (صلى الله عليه وسلم) للشعراء في مسجده وقال: (إن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحراً) وسمح لشاعره المنطيق (حسان بن ثابت) بأن يهجو الكفار وينال منهم ودعا له بالعون من الله تعالى.

وفي هذه المحاورة كذلك دليلٌ على ما كان يدور في منتديات ومجالس فضلاء القوم من مذاكرات علمية، وطروحات ثقافية تقضي على الفراغ ويستفيد منها الحضور وتفتح أبواب الإبداع للمحترفين.

وتقلصت تلك الظواهر الإيجابية لعدم التئام شمل المثقفين وانشغالهم بمستجدات العصر من إذاعات وشاشات وشبكات عنكبوتية فرضت العزلة بين الأفراد والجماعات وأسدلت الستار على اللقاءات الحميمة التي أصبحت وأهلها في زوايا النسيان إلا ما حفظته بعض المؤلفات من سيرهم وذكرياتهم.

وخلاصة القول فإن الحديث عن جوانب حياة الأمير (خالد السديري) يحتاج إلى تدوين ما أدركه مجايلوه بالمناطق والوزارات التي كان مسؤولاً عنها قبل رحيلهم فالأعمار بيد الله وكذا الرجوع إلى الأرشيف والسجلات الخاصة به واستخراج ما يمكن إبرازه منها إلى حيز الوجود للإفادة منه وتخليد مآثره وهي كثيرة ومتعددة رحمه الله.

خاتمة

بعد صحبة كريمة.. وألفة حميمة على مدى سبعة عشر عاماً من عمر جائزة معاليه للتفوق العلمي اضطررت آسفاً لظروف صحية الاعتذار عن عضوية لجنة الجائزة حضوراً وإن كنت مشاركاً بالقلب إلى آخر المدى للزملاء الأفاضل برئاسة معالي الأستاذ فهد الخالد السديري متمنياً للجائزة الاستمرارية ودوام التألق والنجاح لخدمة أهدافها النبيلة.

محمد بن عبد الله الحميد

رئيس النادي الأدبي بأبها

المصدر جريدة الرياض العدد 14871 بتاريخ 12/مارس/2009م

 والأمير خالد السديري عرف أميراً ووزيراً ورجل دولة , لكنني سأشير إلى بعده الثقافي وحسه الأدبي وذوقه الرفيع .. فلقد عرفناه أميراً بارعاً ثابتاً مهيباً , ولكن الذي يفاجئه به جلساؤه أنه مع القضاة وطلاب العلم كواحد منهم يتكلم في مسائل التوحيد والفقه واللغة والتاريخ كالعالم المتخصص . فإذا جاء دور الشعر والأدب وجدته يطرب لذلك وتهلل أسارير وجهه يصغي إليك وهو أدرى بما تقوله عن الشعر والأدب ويعلق على ما دار في المجلس عن علم وبعد ثقافي واسع , يقرض الشعر بنوعيه الفصيح والشعبي . الدكتور زاهر الألمعي - أنظر الكلمة كاملة فى ما تعرض لإسمه أومنصبه (ما تعرض لإسمه فى الكتب)

والأمير خالد أديب ضليع واسع الثقافة يجمع بين سياسة السيف والقلم .... ويعود إليه فضل كبير فى إشعال جذوة الروح العلمية والأدبية في المنطقة وكانت مجالسه الخاصة ندوات أدبية وحلبات فكرية . محمد بن أحمد العقيلى - أنظر الجزئية كاملة فى ما تعرض لإسمه أومنصبه (ما تعرض لإسمه فى الكتب)

أحسب أنه لولا ما شغله من المهمات السياسية والعسكرية والإدارية , لرأينا فيه أديباً متذوقاً ناقداً , أو مؤرخاً ملماً بحوادث الجزيرة وأحوالها وأيام أهلها وخبيراً في صحرائها من قريات الملح ألي بلاد الأخدود , ومن جبل الظهران ألي جبل الريث . تلقى الدروس من معلمين خاصين حضروا لتعليمهم ، ولكن خالد وجد بإنتقاله للرياض فيما بعد ، فرصة لحضور حلقات العلوم الشرعية والعربية والإجتماعية ، عند الشيخ محمد بن إبراهيم وغيره من المشايخ ، لقد ثابر على التعليم وكون نفسه بنفسه كما لم يحظى بما حظي به قلة من ميسوري الحال من حضور مدارس الحجاز أو العراق و الهند وقد قرأ عيون كتب الأدب والتراث ، وحفظ النصوص .الدكتور عبد الرحمن الشبيلي - أنظر الكلمة كاملة فى ما قيل عنه (فى جائزته)

إنطلاقاً من مواقف الأمير خالد السديري المشهود لها بدعمه للعلم والفكر والإبداع .. د. عبد الرحمن محمد الجديع - أنظر المقال كاملاً فى المقالات التى كتبت عنه (فى جائزته)

سأتحدث عن جانب مهم من جوانب حياته ، جانب عرفته وعشته وقد لا يعرفه البعض وهو إيمانه الصادق بأهمية التربية والتعليم ، وإهتمامه برجال التعليم وتقديره لهم ، مقتدياً بمؤسس دولتنا الفتية ومجدد وحدتها المغفور له الملك عبد العزيز .. لقد لازمت مجالسه ، وسعدت بأحاديثه ، وإقتبست من حكمته ، وإستفدت من خبرته ، وتعلمت من مواقفه ، كان رحمه الله يؤمن – كما نؤمن رجال التعليم – أن التربية أساس بناء الدولة والتعليم هو الإستثمار الحقيقي للأمم .. كان موجهاً لي في عملي .. كان عالماً باللغة شاعراً مطبوعاً يعبر عن شاعريته بالفصحى والسائدة ، حظيت بهدية منه أعتز بها عبارة عن قصيدة بالفصحى بخط يده الجميل وهي من خصوصياته والهدية لا تهدى ولا تنشر .. من رجل العلم والأدب . عبد العزيز العياضي - أنظر الكلمة كاملة فى ما قيل عنه (فى جائزته)

لقد عرف عنه إهتمامه بالعلم والعلماء ورعايته لمسيرة التعليم ورعايته المتعلمين في كل سنوات حياته العملية حينما عمل حاكماً إدارياً فى عدد من مناطق المملكة في تبوك ثم في الدمام ثم في جازان ثم في نجران فأولى التعليم عنايته الفائقة حيث عمل على إنتشاره بكل مراحله الدراسية حسب الظروف المتواضعة المتاحة له في ذلك الوقت . د . سليمان بن عبد الرحمن العنقري - أنظر المقال كاملاً فى المقالات التى كتبت عنه (فى جائزته)

فى عام 1346هـ أحضر والده رجلاً إسمه عبد الله الحصيّن من أهل القصيم وطلب منه تطوير الكتاتيب في الغاط إلى مدرسة ، وإستفاد منه المرحوم لإجادته قواعد اللغة ، ولكن لم يستقر في الغاط ، إذا غادر بعد سنة حنيناً لبلده . ترك المدرسة بعد أن أكمل الدراسة فيها ، وإحساساً منه بوجوب مواصلة الدرس والتحصيل ، إنتقل إلى الرياض وسكن في حي يسمى "القري" وبذلك تمكن من حضور دروس الشيخ محمد بن إبراهيم ، والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم وكان يهتم بدروس قواعد اللغة عند الشيخ عبد اللطيف ، وإستمرت محاولاته في مواصلة الدراسة حتى وجد فرصة عند مدرس مصري أحضره جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله لأبنائه ، وبينهم الأمراء فهد ومنصور وناصر وسعد وعبد الله ، وكان ذلك في الطائف وشملت الدروس القواعد والإنشاء والتاريخ . أنظر الكلمة كامله  فى حياته (نبذ عن حياته)

الأمير خالد السديري محب للعلم ، وإن لم يدرك المنهج (الأكاديمي) في المدارس فقد تحصل على مكانة علمية ، برغبة ووعي ، وإنما يقوم ذلك ، كما في العصر الحاضر ، بشهادات تحدد المرحلة إلي تجاوزها الطالب ، والكتب المقررة مع إختصارها والتي درسها وإمتحن فيها . فهو من جيل أخذوا العلم محبة في العلم ومتابعة بالنقاش والقراءة ، وكلما إتسعت المدارك زاد النهم وزادت ساعات القراءة . وهو أديب بفطرته وبيئته ، شعراً عربياً رصيناً ، ونثراً مقوماً بمحسناته وإعرابه ، وشعراً عامياً يساير المجتمع وإتجاهات القوم فيه ، يسير فيه على منوال الشعر العربي : بأغراضه وأوزانه وجودته وتعبيراته .. وحفظاً لأشعار العرب ، ووقائعهم وتاريخهم . يخرج عن الجائزة كتاب أو أكثر يرصد فيه الجوانب العلمية وإهتمام الأمير خالد بها ، حفظت منه طرفاً أثناء إتصالي به بمنزله في عليشة في آخر حياته حيث يطول معه المجلس .. حدثني الأمير خالد في آخر حياته بأول لقاء له مع الشيخ الشنقيطي – رحمه الله – حيث تم اللقاء في عرفات وكان الشيخ الشنقيطي تائهاً من حملته ، ومع شدة الحر كان جائعاً وظمآن ، فمر يبحث عن رفاقه بخيمة الأمير خالد ، فدعاه للجلوس والضيافة ، ثم ترافقا طوال الرحلة حتى نهاية الحج .. لأن كلاً منهما وجد بغيته في الآخر ، بحثاً علمياً ، وحفظاً لأشعار العرب وأيامهم ، وإدراكاً للغة العربية .. مع أن اللقاء صدفة وبدون معرفة ولكنها صلة العلم فما ينتهي أحدهما من طرح ما عنده ، إلا والآخر يلاحقه بما تزيد معه المعارف والمحفوظات عند كل منهما . ثم وصل دور النقاش ، إلى أن أبان الشيخ محمد الأمين الشنقيطي عن نفسه ، بأنه كان قاضياً في منطقته ، وأنه ينتمي إلى نحلة صوفية وأن إعجابه بالأمير خالد ، أنساه بغضه للوهابية ، التي بدأ ينال منها . فمن ذكاء الأمير خالد ونقاشه الهادئ جعله لا يثير غضب الشيخ وجاراه لكنه تحين في أحد الأيام ، تقديم كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – بدون غلاف فقرأه الشيخ وعاد معجباً به وتمنى أن يعرف إسم المؤلف فما كان من الأمير إلا أن أعطاه نسخة أخرى بغلافها مما جعل الشيخ يتراجع ويستغفر ويقول : لقد ظلمناه .. وفي نهاية ما دار قال لي الأمير خالد : لقد عرضت أمره على الشيخ محمد بن إبراهيم ورغبته في العمل بالمملكة فإحتضنه العلماء ، وبعدما ذهب لبلاده إستقال من عمله ليستقر في المملكة حتى مات – رحمه الله –  د. محمد بن سعد الشويعر  - أنظر المقال كاملاً فى المقالات التى كتبت عنه (فى جائزته)

قد ظهر في شعره هذا تأثره بشعر ابن المقرب الاحسائي .. وعرفت ذلك من ديوان قديم جدا لابن المقرب .. كان يقرؤه على والده رحمه الله في سن مبكرة جدا فقد كان والده إلى جانب صفاته الحربية القيادية .. كان محبا للعلم والأدب ولذلك نشأ ابنه خالد على يديه في البدايات .. وكان من ضمن ما درس على والده .. ديوان ابن المقرب . كنت اقرأ عليه في الأدب القديم ومرثيات المحدثين في بعض الليالي التي أزوره فيها قي قصره بقروي الطائف .. راشد الحمدان - أنظر الدراسة كاملة فى ماقيل عنه (الدراسات والبحوث)

حبذا لو أنشئ منتدى أدبي يحمل إسم الراحل الكريم في المنطقة نفسها يخدم الفكر والأدب فيها ويجمع أبناءها في حفلات أدبية دورية . تجعلنا فعلاً نقدم لخالد السديري رحمه الله شيئاً ولو بسيطاً مما قدمه لنا ولبلادنا .. راشد الحمدان - أنظر المقال كاملاً فى المقالات التى كتبت عنه  (فى تخليده)

في سنة 1346هـ درس على يد الشيخ عبد الله الحصين في الغاط ، ثم إنتقل إلى مدينة الرياض حيث درس على يد الشيخ محمد بن إبراهيم ، والشيخ عبد الله بن إبراهيم ، ثم إلى الطائف حيث درس بعض العلوم على يد إخوة من المدرسين المصريين كانوا يدرسون أبناء الملك عبد العزيز . كتيبات جائزة الأمير خالد بن أحمد السديري للتفوق العلمي فى سدير- أنظر الكلمة كامله حياته (نبذ عن حياته)

إن شغفه بالعلم جعله يزور المدارس فى كل المناطق التى كلف بالإشراف عليها ويقدم الجوائز للمتفوقين من الطلبة ، وكان يعقد فى بيته بعد صلاة الفجر ندوة علمية يحضرها العلماء والأدباء  . الدكتور عبد الله بن عبد العزيز المعيلي - أنظر الكلمة كاملة فى ما قيل عنه (فى جائزته)

وهو من رجال الفكر والثقافة وشاعر من شعراء الجزيرة العربية ، منحه الله موهبة شعرية أصيلة في الشعر الفصيح والشعر النبطي . مطيع النونو - أنظر المقال كاملاً فى المقالات التى كتبت عنه (فى جائزته)

وهو قبل هذا أديب بارز وشاعر فحل .. له باع طويل ومركز مرموق في المحافل الأدبية والثقافية . حمد أحمد الترابى - أنظر المقال كاملاً فى ماقيل عنه (الرثاء)

كما سعدت كثيراً بحضور بعض مجالسه العامرة بذكر الله وبما كان يطرحه فيها من رؤى فكرية ودينية وعلمية تجعل تلك المجالس تتحول إلى ندوات فكرية وثقافية كبرى . حجاب بن يحي الحازمي - أنظر الكلمة كامله فى ما قيل عنه (فى ذكراه)

منهم المرحوم الأمير خالد بن أحمد السديري الذي كان شغوفا بالعلم حاثا عليه مقربا لأهله فكانت آثاره واضحة في هذا المضمار . د. عبد العزيز بن محمد الدبيان - أنظر الكلمة كامله فى ما قيل عنه (فى جائزته)

خلال خدمته وتشجيعه للعلم والعلماء والأدب والأدباء .. ودعا الأدباء والعلماء إلى مجلسه في مزرعة العريسة وفي غيرها .. لازال عالقاُ في مخيلتي مجلس العلم والأدب الذي يجمع فيه العلماء والأدباء في جو بهيج تحت عرائش العنب الوارفة الظلال وحدائق الورود التي تحف المجلس من كل جانب . وكم تمنيت لو أن هذا المكان بالذات يكون مقراً للنادي الأدبي الأول في منطقة نجران النادي تحت التأسيس العميد الركن : صالح بن مرزوق بن دكام اليامي  - أنظر المقال كاملاً المقالات التى كتبت عنه (بعد وفاته)

نادراً ما يخلو مجلسه من مناقشة علمية أو مذاكرة أدبية فقد كان أديباً شاعراً من أجود الشعراء في مملكتنا . بالنيابة / عبد الله العويثانى - أنظر المقال كاملاً فى ماقيل عنه (الرثاء)

الشاعر المفكر بالدرجة الأولى .. كثيراً ما كان يراجع في المعاني ويقول بخبرته  في التشبيه والمثل ومع هذا وذاك فأنه حينما ينتقد لايصر على رأيه بل ضرب الأمثله من محفوظه ويشرك كل من حوله ثم يشتمل من أراء حاضريه ما يري أنه الأقوى الأبقى ولذا فالصنعة لا يجيز لها مستقراً في مجلسه ولا يجيزها من الآخرين فكيف يرضى بها على نفسه . ولإهتمام أبيه ولما تفرس في ابنه الصغير من النجابة ومن الحب الشديد للعلم والعلماء فقد كان يطلب منه أن يقرأ عليه ما يتيسر له من تلك الأسفار فكان يقرأ عليه بالتأني والمراجعة الدقيقة سيرة بن هشام لأهميتها في النفوس المسلمة ولما فيها من الذكر العطر والمواقف التاريخية الفاصلة كما كان يقرأ عليه أيضا ديوان الشاعر الكبير على بن المقرب العيوني , وهذا الأخير علاوة على سمو بنائِه اللغوي وقوته الصورية مليء بالحكم والمعانة الصادقة وشيئا فشيئا حتى ثَقُفَ هذا الغلام وظهرت على وجهه سمةُ الطالب المتفاني , وأصبح الكُتّابُ الذي يرتاده لا يكفي ولم يعد بحاجة إلى حضوره ومدارسة منهجه , فاستقدم والده 1346هـ معلما من أهل القصيم يدعى عبدُ الله الحصين وكان ذا علمٍ وورع وشمولية ولذا طلب منه الأمير أحمد السديري تطوير كتاب ( الغاط ) وتحويله إلى مدرسة تعنى بالمعارف الدينية والعربية .. وفعلا شرع هذا الشيخ القادم في تدريس أبناء مدينة الغاط وكان اهتمامه منصبا على تدريس اللغة العربية والنحو وما يتبعهما من التطبيق والتبيين , ومن ثم استفاد هذا الطالب من هذه الدروس الجديدة , وإن كان لديه علم بذلك إلا أن بنآتِها ووضعية الحركات لها تثقيفٌ من نوع .. تثقيف دلل عليه هذا القصيمي الزائر فكان هو أول من أحدث هذا الترتيب المفاجئ في عقول الناشئة آنذاك .. أما الشاب المتوقد المتوقد خالد السديري فقد عزم على مواصلة تحصيله المعرفي فقرر الإنتقال إلى مدينة الرياض وهناك تمكن من متابعة دروسَه الكبيرةْ على يدي عالمي نجد الجليلين الشيخ العلامه محمد بن ابراهيم المفتي والمحدث والشخصية المهيبة , كذلك الشيخ عبد اللطيف بن ابراهيم العالم واللغوي المعروف وكان الأمير خالد يهتم اهتماما بالغا بدروس قواعد اللغةِ وأسرارها عند الشيخ عبد اللطيف الأمر الذي قدح في نفسه قيمةَ العربيةِ وسموِها حفظاً وتدوينا وعلى هذا الأساس فقد حفظ بالتطبيق والتحليل شيئاً من روائع المتونِ شعرا ونثرا ؛ وعندما استقدم الملك عبد العزيز رحمه الله أحد الأساتذةِ المصريين الكبار لتدريس أبنائِه وجدها الأمير خالد فرصةً فانضمَ إلى دروسه وكان من بين من حضر دروس ذلك المعلم أفذاذ لهم وزنُهم المرموق , وكان بلا شك ملما إلماما واسعاً بالعلوم النظرية ؛ ومما درس على يديه القواعد والإنشاءَ والتاريخ وما في ضمنها من الملاحق والمراجع .. هذا ما قدرنا على تتبعه ومعرفته عن اساتذةِ شخصيتِنا وعن تحصيله العلمي وعن مصدريةِ ثقافته , أما عن الصفات التي لازمها في حله أو في سفره فهو حبُّه المفرط للعلم ومدارستِه والعلماء ومجالستِهم , ومن هذه الميزة كان مجلسه لا يخلو من عالم أو من أديب أو من متذوق له بصرُه في المحفوص وله مختاراته من ركام الأدلة والمتون الموثقه .. أما الشعر ورجال الشعر فكان لهم عنده حظوةٌ واحترامٌ من جنس الأدب في شوارده وتقويمه وكان كثيراً ما يعيد الرواية ويتحرى صحتَها .. وكان نقّاداً له رؤيته التي يطمئن إليها .. وكثيراً ما كان يراجع المعاني ويقول بخبرته في التشبيه والمثل ومع هذا وذاك فإنه حينما ينتقد لا يصر على رأيه بل يضرب الأمثله من محفوظه ويشرك كلَّ من حوله ثم يراجع من آراء حاضريه ما يرى أنه الأفود والأبقى ولذا فالعنعنةُ لا تجد لها مستقراً في مجلسه ولا يحبذها من الآخرين فكيف يرضى بها على نفسه .. أما هل كان تدليله وحفظه مقتصراً على لون من ألوان الشعر أو غرضٍ من أغراضه المعروفة أو أنه ينحو منحىً رئاسياً أو أنانياً فهذا ليس من طبيعة ذلك الإنسان ولا يمقت في حياته مقتَهُ لمثل هذه النوازع الآنية البليدة ؛؛ بل لقد جمع مع سعة الإطلاع على آداب العرب وحروبهم وأيامهم وتاريخ مشاهيرهم خبرته مع السوادِ الأعظم باديةٍ وحاضرةٍ علاوة على تنقلاته ومشاهداته المستمره .. أو كما مرّ بنا آنفا. معبض البخيتان - أنظر الدراسة كاملة فى أشعاره (دراسه عن شعره)

محيطا بأمور ثقافة وتاريخ بلاده .. تحدث عنه الكثيرون وفي طليعة هؤلاء السيد عبد الله فلبي في كتابه الضخم الذي رصد فيه كل ما يتعلق بالمرتفعات الجنوبية من شبه الجزيرة العربية حيث أثنى عليه وامتدح منهجه وعرج على أسرته أخوال الملك عبد العزيز ثم أخوال جمعا من أبنائه كما تحدث الآخرون ممن عرفوه من الأدباء والكتاب حديثا يثلج الصدر حيث حظي بصحبة نخبة من الشعراء والأدباء في هذه البلاد وكان لهم مواقف شعرية وأدبية حفظوها في تآليفهم فلقد اجمعوا على اريحيتة وسماحة معرفته ووعيه الجم . الأمير خالد السديري لم يكن شاعرا عاميا فحسب بل هو أديب متمرس له ومضاته التي لم تشذ عن بيان السلف وفق ما ورثوه من المضامين والتراكيب الدالة .. أما حبه للعلم وأهل العلم بمعرفته وبأدبه فحدث ولا حرج . معيض البخيتان - أنظر الكلمة كاملة فى ما قيل عنه (فى جائزته)

كانت داره ملتقى للأدباء والشعراء والمثقفين الذين تزدحم بهم مجالس تلك الدار العامرة . عبد الله بن سالم الحميد - أنظر المقال كاملاً فى ما تعرض لإسمه أو منصبه (ما تعرض لإسمه فى المقالات)

رجل يعد من أعلام الفكر والأدب ، نهل من غزير المعرفة والعلوم المفيدة على أيدي علماء أجلاء ورجال دين أكفاء مما رفع شأنه وذاع صيته في أرجاء الوطن .. شخص عزيز على قلوبنا جميعاً رجلاً يعد من أعلام الفكر والأدب في بلادنا الغالية .. أحب العلم والعلماء منذ نعومة أظافره .. لقد عرفته منذ صغري بحكم عمل والدي رحمه الله برفقته ، ثم عرفته وأنا شاباً يافعاً في مقتبل العمر حيث كان يحثنا على مواصلة التعليم مبيناً فوائد العلم .. حرص كل الحرص على العلم والتعليم .  عبد الله بن نمر بن صنت العتيبي - أنظر المقال كاملاً فى المقالات التى كتبت عنه (فى جائزته)

 من أسرته

طيلة عمره كان هناك تسابق بين شغفه باكتساب العلم وتشجيع انتشاره , ولقد ذكر لي أن الملك عبد العزيز – رحمه الله – فكر في إرساله وأخيه المرحوم الأمير محمد إلى مصر للدراسة في صغرهما , ولكن كانت هناك ظروف حالت دون ذلك , ومع ذلك أقام في الرياض لطلب العلم عند المشائخ , وفي عسير حين كان وكيلاً لأخيه المرحوم الأمير تركي حرص على الاستفادة العلمية من طبيب سوري جليل خاصة في قواعد اللغة العربية , وكان الطبيب وقتها يخدم في أبها . وفي جيزان , حين صار أميراً لها , كان يجلس بعد صلاة الفجر لمناقشة العلماء في كل المواضيع . فهد خالد السديري - أنظر الكلمة كاملة فى ما قيل عنه (فى جائزته)

حكمة كان يرددها شعراً أو نثراً

وأتذكر أننى سمعت منه الأبيات التالية :

أقـــول لــهـا وقــــد طــارت شعــاعــاً                            مـــن الأبطـــال ويـحــك بــن تــراعـــى

فــإنــك لــو سئــلـت بـقـــــــــــــاء يوم                            علـــى الأجــــل الـــذي لك لــم تطاعــى

فصبــراً فــى مجـــال المـــوت صبـــراً                            فمـــا نيـــل الخــلــود بــمستـطـاعــــى

كما كان معجباً بهذه الأبيات للشاعر المتنبئ :

أطــاعــن خيـــلاً مــن فوارســها الدهر                            ومــا قـــولـــى كــذا ومعـــى الصبـــر

وأشجـــع منـــى كـــل يــــوم منيتـــي                            ومــا بقيـــت إلا وفـــى أمــرهـا ســـر

لا تحسبـــن المـجــــد زفــــــا وقيــنـــه                           فمـــا المجـــد إلا السيف والفتكة البكـر

وتــركـــك فـــى الدنـيـــا دويــاً كــأنا                            تــداول سمــع المـــرء أنمــلــه العشــر

فهد خالد السديري

المصدر : جريدة البلاد العدد 9396 السبت 15 رجب 1410هـ الموافق 10 فبراير 1990م

لقد كانت توجيهاته منذ الصغر في دراستي ومنهاجي يحثني على الجد في التحصيل العلمي – أذكر أنني كنت مع والدي رحمه الله فأشار عليه وعلي بدخول كلية الحقوق فوافق أبي وفعلت . سعد الناصر السديري - أنظر المقال كاملاً فى ماقيل عنه (الرثاء)

الرجل علم نفسه في حياته ، وإستعان في تحقيق ذلك بمن إلتقى من علماء أجلاء .. ومن هواياته الخاصة القراءة والإطلاع في جميع العلوم وخاصة الأدب والشعر والثقافة وروادها ، فكان يقرأ للدكتور طه حسين والعقاد وزكي مبارك ويتحدث عنهم ويقرأ لنا مقاطع مما كتبوا ويحاول أن ينمي إحساسنا الأدبي . والأخ فهد إكتسب منه الكثير في هذا الجانب ... ألحقنا بالتعليم في جامعات لبنان . كما أن تطورات الأحوال السياسية العربية والدولية لم تكن تغيب عنه سواء كان فى المدن أم في خارجها فمتابعته ودفة تحليله للأحداث كانت تثير إعجاب كل من إختلطوا به من العرب وسواهم وكثيراً ما تراه رحمه الله بين أبناء البادية كواحد منهم وبين أبناء الحاضرة كواحد منهم أيضاً وبالإضافة إلى حرصه على سير أفراد أسرته بما يمليه عليهم قيم ديننا الحنيف وأعراف مجتمعنا وتقاليده الأصلية فإنه كان حريصاً على تنمية قدرات أبنائه في اللغة وآدابها وأعتقد أن ما يتمتع به الأخوان فهد وأحمد من مقدرة جيدة في هذا المضمار يعود للمرحوم الفضل فيها بعد الله سبحانه وتعالي . تركي بن خالد السديري أنظر المقابلة كامله فى (بعض الروايات من معاصريه)

هو أديب وشاعر .  محمد بن عبد الرحمن السديري - أنظر المقال كاملاً فى ماقيل عنه (الرثاء)

لقد علم رحمه الله نفسه بنفسه ، وكان ملماً باللغة العربية وآدابها ، ولا أنسى منظره في يوم من الأيام وهو يستمع من الراديو لخطبة زعيم من الزعماء وقد أخذ يسجل بقلمه عشرات الأخطاء اللغوية والنحوية من خطاب الزعيم الذي أراد أن يعلم نفسه . وأذكر عندما كنت عائداً لتوِ من المدرسة أيام الإمتحانات ، وكانت معي أسئلة القواعد ، فأخذ يقرأها سؤالاً سؤالاً ، ويطلب مني الإجابة ، وبعد أن إنتهيت ، إلتفت نحوي وقال : أبشرك يا مشعل من الآن أنت ساقط – ومعنى ساقط راسب طبعاً - ، فتحاولت عيناي ولم أدر ماذا أجيبه ، وفعلاً عندما إستلمت الشهادة ، وإذ بكعكة حمراء كبيرة تطوق مادة القواعد ، وعندما رأى تأثري مسح على رأسي بيده الحانية وقال : ليس عيباً أن يخفق الإنسان ، ولكن العيب أن يتكرر الإخفاق ، وكانت كلمته تلك دافعاً لي لا يمكن أن أنساه . وكان يساجلنا شعرياً دفعة واحدة ، نحن الأربعة والخمسة من الأشخاص ، ونعجز عن مجاراته وننسحب الواحد تلو الآخر ، وهو لا يتوقف وكأنه كان يقرأ من كتاب مفتوح ، وهذه الموسوعية عنده ، لم تكن تنطبق على الشعر فقط ، ولكن حتى على السياسة والتاريخ والفقه والإدارة والأنساب والعلوم المختلفة . مشعل بن محمد السديري –  أنظر الكلمة كامله فى  (بعض الروايات عن معاصريه)