بعض أرشيفه

 

لاشك أن ضميرى هو كضميرك أو أكثر إشتياق لللقاء لأننى منذ القدم أمثل ضعف القلب أمام ودك وأنت تمثل قوة الإرادة أمام الشدائد لعلك تذكر الأيام الجميلة التى عشناها فى أحضان الوالدين وفى محيط من السذاجة والغفلة إنها أيام خلت تشبه الأحلام الجميلة ، لقد خلت وهيهات أن تعود لقد كثر الشيب فى شعر وجهى وعهدى بك لم يستكمل نبته كما عهدى بك لم يظهر بعد . هكذا قضى البارى وحكم نحمد الله أنه تباعد شريف وفى خدمة أمة وبلاد ومليك يجب علينا وجوب خدمتهم . إن ما عرضه فى كتابكم  شرح صدرى وأرجو لك التوفيق كما أرجو منك أن تعتمد على الله فى كل شئ وأن تتحضر أعمالك مهما سمت خشية أن تقع فى الغرور بالنفس لأنها أمارةً بالسوء .

المرحوم الأمير عبد العزيز الأحمد السديري

بتاريخ 17/5/1361هـ

 

تأبين رفاق دربه

 

إنتقل إلى رحمة الله تعالى يوم وقفة عرفة بألمانيا الأمير محمد بن الحسين بن يحيى حميد الدين عن عمر يناهز الخامسة والسبعين عاماً بعد صراع مع المرض إستمر أكثر من عام وقد نقل جثمانه على متن طائرة خاصة إلى مدينة الطائف حيث وارى الثرى بجانب أخويه عبد الله ويحي حسب وصيته في فجر اليوم الثاني لعيد الأضحى المبارك ، وقد فرضت ظروف العمل والأحداث أن يعمل جنباً إلى جنب مع صاحب هذه الموسوعة طوال سنوات الحرب الست وكان رحمه الله من أبرز القادة الملكيين خلال حرب اليمن وقد قاد ( حصار السبعين ) لمدينة صنعاء كنية عن إستمراره مدة سبعين يوماً المبتدئ ببداية شهر رمضان في بداية عام 1968م كآخر محاولة لإسترداد الحكم الملكي من يد الجمهوريين والذي في أثنائه لم يطلق عنان يد قوته المرتكزة على القبائل محاولة الدخول عنوه لصنعاء كما فعل عمه الإمام أحمد قبل أكثر من ربع قرن من ذلك الوقت ولم تسقط صنعاء في قبضة يده أيضاً .

بعد إنتهاء سنوات الحرب عاش متنقلاً بين المملكة العربية السعودية والأردن وألمانيا التي كان سفيراً لديها قبل قيام الثورة . وقد عرف إلى جانب شجاعته وقدراته القيادية بالذكاء والألمعية وبلاغة التحدث وسعة الأفق كما عرف بالوفاء لمحبيه والرحابة والكرم لمعارفه وقاصديه رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون .

المصدر : متعب خالد السديري